هل تعلم لماذا يوم الاربعاء يوم الحماصنة ..؟؟

[color:3a8d=#003366:3a8d]

[]لماذا ينكتون على أهل حمص؟
اياد الجعفري: الديار 10/4/2006
قال ولد لأبيه: لماذا يقولون عنا مجاديب، اجابه ابوه نحنا مجاذيب، ويحورون الكلمة حسدا، ‏دق ع الخشب يا ابني، فدق الولد، قال له الاب: انتظر حتى افتح الباب، قال له الولد: خليك ‏قاعد يا بابا، انا افتح الباب". عرفتم دون شك من المقصود بهذه النكتة، انهم اهالي حمص، ‏وربما تكون ظاهرة "النكتة الحمصية"، من اكثر الظواهر فرادة في تاريخنا، وتاريخ الانسانية ‏جمعاء، حينما يوصم شعب ما، او اهالي مدينةما،، بالغباء او "الجدبة".‏
ولكن، رغم تداول هذا النوع من النكت "النكتة الحمصية"، على نطاق واسع في المجتمع ‏السوري، وفي مجتمعات البلدان العربية المجاورة، وتقبل اهالي مدينة حمص انفسهم لهذه ‏الظاهرة، وربما مساهمتهم في صياغة هكذا نكت،، الا ان السؤال عن اسباب اختيار اهالي حمص ‏تحديدا، لوصمهم بصفة "الغباء" او "الجدبة"، لطالما داخل اذهاننا بالحاح، بحثا عن اجابة ‏موضوعية لما يعتبره البعض صورة من صور التجني على شعب، لا تنبئ الظواهر الفعلية راهنا، ‏بشيء من الدلائل الموضوعية التي تبرر وصمهم بهذه الصفة.‏
وقد كانت محاولة الصحفي جورج كدر، الزميل في سيريا نيوز، محاولة فريدة من نوعها، في ‏البحث عن الاسباب، والعوامل الموضوعية الممتدة في التاريخ والتراث، والتي ترتبط باسباب ‏تاريخية ودينية معينة، تقدم لنا تفسيرا مفهوما لاسباب اختيار اهالي حمص بالذات، كمحرق ‏لنكت وتسالي اهالي المدن المحيطة.‏
في كتابه "النكتة الحمصية.. حرب الايديولوجية الفكاهية، وليتورجيا المجانين المندثرة"، ‏حاول الكاتب جورج كدر، تقصي العوامل الموضوعية التاريخية والدينية، والتي ولدت هذه ‏الظاهرة، ظاهرة "النكتة الحمصية".‏
وضع الكاتب في كتابه في اربعة فصول:‏
العصبيات العربية بين السيف والهجاء:‏
حاول الكاتب في هذا الفصل ان يقارب صراعين تاريخيين، ميزا التاريخ العربي الوسيط، وما ‏تزال اثار احدهما ظاهرة بوضوح الى يومنا هذا:‏
‏* الصراع القيسي ـــ اليماني * الصراع السني ــ الشيعي
فقد كان لهذين الصراعين التاريخيين اكبر الاثر في ولادة مواقف خاصة متحيزة، لجهات واسعة من ‏المجتمعات العربية التي عاشت في كنفي الدولتين الاموية والعباسية، حيال اهالي مدينة حمص، ‏وكان ذلك مدخلا لولادة ظاهرة "النكتة الحمصية" التي تسم اهالي هذه المدينة بالغباء او ‏السذاجة، كتعبير مكبوت وخفي عن التحيز السلبي القائم لدى مطلقي هذه الصفات حيال اهالي ‏هذه المدينة.‏
ناصر اهالي مدينة حمص معاوية بن ابي سفيان الى اقصى الحدود، وعادوا علي بن ابي طالب الى ‏ابعد الحدود، حتى باتوا في احدى المراحل يعتبرون "بغض علي" احدى الطقوس والمظاهر ‏التعبدية، وحسب المؤلف، تميز اهالي حمص بمزاجية عالية وتقلب واضح في المواقف الدينية، ‏فانقلبوا من سنة متشددين الى شيعة اكثر تشددا، ثم الى سنة مجددا، وهكذا.‏
وكان تمركز اليمانيين العرب في حمص والقيسيين العرب في حماه، مدخلا لصراع يحمل ملامح العصبية ‏القبلية الموروثة منذ ايام الجاهلية، لينحو مناحي الحرب الفكاهية عبر النكت، بعدما كان ‏قد نحى منحى الحروب الهجائية الشعرية، التي كانت وريثة قريبة لحروب السيف الدامية بين تلك ‏العصبيات في عصر الجاهلية القريب..‏
كتابات ابن الجوزي.. التحيز الادبي:‏
في الفصل الثاني من كتابه، حاول المؤلف تناول اهم الكتابات التراثية العربية التي ‏تناولت اهل حمص، فلاحظ ان هذه الكتابات اخذت مناحي متحيزة، وخاصة على يد ابن الجوزي، ‏ومن تأثر به وبكتاباته لاحقا، ومن اشهر كتابه "اخبار الحمقى والمغفلين" والذي افرد فيه ‏مساحات واسعة لوصف سذاجة وغباء اهالي حمص، منطلقا من "تشيعه" كسب خفي لتحيزه ضد اهالي ‏حمص الذين عرفوا بمواقفهم المتشددة الى جانب معاوية وسلالته الأموية ضد علي بن ابي طالب.‏
ليتورجيا عيد المجانين المندثرة:‏
كل ما ذكر سابقا تم ذكره ربما في مراجع عديدة ومتفرقة ولكن تسليط الضوء على "يوم كان ‏يحتفل فيه كعيد للمجانين "قبل التاريخ الميلادي واظهاره كأول العوامل وراء وسم هذا ‏الشعب بسمة "الجنون".‏
ويعتبر الكاتب ان يوم الاربعاء "عيد المجانين" عند الحماصنة، حسب ما تتداوله النكت ‏الحمصية، لم يكن كذلك في تاريخ حمص القديم، فقد تناول الكاتب في فصله هذا، تاريخ حمص ‏القديم، ومكانتها الدينية حينها، وكانت ديانة الشمس التي تعززت بقوة في حمص قد باتت قاب ‏قوسين او ادنى من ان تكون الديانة الرسمية التي توحد الآلهة في الامبراطورية الرومانية، ‏حينما وصل عدد من ملوك حمص الى مواقع قيادية متقدمة في روما، وحينما تسلم بعض منهم ‏العرش نفسه، فحاولت سلالة الملوك الحمصية، تحويل ديانة الشمس الحمصية، الى ديانة موحدة ‏لجميع ارجاء الامبراطورية.‏
تحولت حمص الى محج لاتباع ديانة الشمس الحمصية، وتميزت الاحتفالات والطقوس الدينية هناك بعدد ‏من المظاهر والسلوكيات التي لطالما اعتبرتها الشعوب الاخرى والعابرين منهم عبر حمص خاصة، ‏شاذة، ومثيرة للاستغراب..‏
تحولت هذه الاحتفالات، حسب المؤلف، لتتخذ طابعا خاصا في التيارات الصوفية المسيحية ‏والاسلامية، معتمدة على فكرة "التباله" حفاظا لحالة القربى من الله، وابتعادا عن عالم ‏الرياء البشري، وخشية خسارة سمة التواضع امام ما يقدمه الناس من اجلال واكرام ‏للزاهدين العبدة.‏
وهو ما ظهر في قصة سمعان المتباله لاجل المسيح، ومن ثم امتدت عبر تيارات الصوفية الاسلامية، ‏لتصبح حمص عاصمة لثقافة "التباله الروحي" والذي اختلط فيها، موروث حمص الديني القديم في ‏عبادة الشمس، مع معتقدات الاديان السماوية التي دخلت المدينة لاحقا..‏
الخلفيات النفسية للنكتة:‏
يتناول المؤلف في فصله هذا، الخلفيات النفسية التي تخلق النكتة وعوامل الضحك وفوائده، ‏وموقعه في عالم بناء الشخصية المعقدة، الى جانب ما يتعلق بمنشأ الضحك الفيزيولوجي، ‏والعوامل النفسية التي تخلق النكتة لاحقاً...‏
قراءة اخيرة:‏
ختاما نشير الى ان الكاتب يركز على عدة نقاط مثيرة للجدل، من اهمها مواقف اهالي حمص ‏المزاجية المتضاربة حيال قضية الصراع الشيعي السني، والخلفيات الوثنية الموروثة، للعديد ‏من الطقوس الاحتفالية التي وجدت لها امتدادات واضحة في تيارت الصوفية المسيحية والاسلامية، ‏كما ان الكاتب يرتكز على ما اشيع عن اهالي حمص في الحقب السابقة من ميل شديد للهو ‏والمجون، وانتشار تجارة الخمر والاهتمام بها في مدينتهم، والتي كانت في الوقت نفسه موطنا ‏للعديد من العبدة المؤمنين.‏

[/size][/b][/center]

» هل تعلم لماذا يوم الاربعاء يوم الحماصنة ..؟؟
» الحماصنة النصابين ...‏
» زاوية الحماصنة
» الاسهم السعودية اليوم الاربعاء
» الاسهم السعودية اليوم الاربعاء